جعفر بن أبي طالب ذي الجناحين
هو جعفر بن أبي طالب ، أبو عبد الله ، ابن عم رسـول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخو
علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ويكبر بعشر سنين ..
امتلك روائع الحسن، والفضيلة، والعظمة، والحلم ، والبر، والتواضع ، والتقى ، والطهر ،
والعفه و لاعجب في ذلك ، فأنه كان أشبه الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم خلقا، وخُلقا..
أنه طائر الجنة الغريد، عظيم من عظماء الرعيل الأول الذين تربوا في المدرسة المحمدية
أسلم قبل دخول النبـي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، آخذا مكانه العالي بين المؤمنين
المبكرين بعد واحد وثلاثين شخص وأسلمـت معه في نفس اليوم زوجته أسماء بنت عميـس
رضي الله عنهما ، وحملا نصيبهما من الأذى والاضطهاد في شجاعة وغبطة فلما أذن
الرسـول صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة الى الحبشـة خرج جعفر وزوجـه رضي
الله عنهما حيث لبثا بها سنين عدة ، رزقـا خلالها بأولادهما الثلاثة .
جعفر في الحبشة
وفي الحبشة كان جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه المتحدث اللبق، الموفق باسم
الاسلام ورسوله ، وذلك أن الله أنعم عليه فيما أنعم ، بذكاء القلب ، واشراق العقل،
وفطنة النفس، وفصاحة اللسان ، ولئن كان يوم مؤتة الذي سيقاتل فيه فيما بعد حتى
يستشهد أروع أيامه وأمجاده وأخلدها ، فان يوم المحاورة التي أجراها أمام النجاشي
بالحبشة، لن يقل روعة ولا بهاء، ولا مجدا ، لقد كان يوما فذا، ومشهدا عجبا...
وذلك أن قريشا لم يهدئ من ثورتها، ولم يذهب من غيظها هجرة المسلمين الى الحبشة،
بل خشيت أن يقوى هناك بأسهم، ويتكاثر طمعهم ، وحتى اذا لم تواتهم فرصة التكاثر
والقوة، فقد عز على كبريائها أن ينجو هؤلاء من نقمتها، ويفلتوا من قبضتها .
هنالك قرر ساداتها ارسال مبعوثين الى النجاشي يحملان هدايا قريش النفيسة، ويحملان
رجاءهما في أن يخرج هؤلاء الذين جاؤوا اليها لائذين ومستجيرين.
وكان هذان المبعوثان هما :
عبدالله بن أبي ربيعة، وعمرو بن العاص، وكانا لم يسلما بعد.
وكان النجاشي رجلا يحمل ايمانا مستنيرا ، وكان في قرارة نفسه يعتنق مسيحية صافية
واعية، بعيدة عن الانحراف، نائية عن التعصب والانغلاق ، ومن أجل هذا، اختار الرسول
صلى الله عليه وسلم بلاده دار هجرة لأصحابه.
ومن أجل هذا، خافت قريش ألا تبلغ لديه ما تريد فحملت مبعوثيها هدايا ضخمة للأساقفة،
وكبار رجال الكنيسة هناك ، وأوصى زعماء قريش مبعوثيها ألا يقابلا النجاشي حتى
يعطيا الهدايا للبطارقة أولا، وحتى يقنعاهم بوجهة نظرهما، ليكونوا لهم عونا عند النجاشي .
وحط الرسولان رحالهما بالحبشة ، ودفعوا لكل بطريق بهديته وقالوا له ما يريدون من
كيد بالمسلمين ، ثم قدما الى النجاشي هداياه وطلبا الأذن برؤياه .
وفي وقار مهيب ، وتواضع جليل ، جلس النجاشي على كرسيه العالي ، تحف به الأساقفة
ورجال الحاشية ، وجلس أمامه في البهو الفسيح ، المسلمون المهاجرون، تغشاهم سكينة
الله، وتظلهم رحمته .
ووقف مبعوثا قريش يكرران الاتهام الذي سبق أن ردداه أمام النجاشي حين أذن لهم
بمقابلة خاصة قبل هذ الاجتماع الحاشد الكبير وقالا له :
أيها الملك ، انه قد ضوى الى بلدك منا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا
في دينك ، وجاؤوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا اليك فيهم أشراف
قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشيرتهم لتردهم اليهم ، فهم أعلى بهم عينا وأعلم بما
عابوا عليهم وعاتبوهم فيه .
فولى النجاشي وجهه شطر المسلمين، ملقيا عليهم سؤاله :
ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، واستغنيتم به عن ديننا ؟؟
ونهض جعفر رضي الله عنه قائما ، ليؤدي المهمة التي كان المسلمون المهاجرون قد
اختاروه لها ابان تشاورهم ، وقبل مجيئهم الى هذا الاجتماع.
نهض جعفر رضي الله عنه في تؤدة وجلال ، وألقى نظرات محبة على الملك الذي أحسن
جوارهم وقال :
( أيها الملك ، كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ،
ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله
الينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه ، وأمانته وعفافه ، فدعانا الى الله لنوحده ونعبده،
وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، فعبدنا الله وحده ،
فلم نشرك به شيا ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا ،
فعذبونا وفتنونا عن ديننا ، ليردونا الى عبادة الأوثان ، فخرجنا إلى بلادك ، واخترناك
على من سواك ، ورغبنا في جوارك ، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك )
فقال النجاشي : هل معك مما جاء به الله من شيء .
فقال له جعفر رضي الله عنه : ( نعم )
وقرأ عليه من صدر سورة مريم ، فبكى النجاشي وبكت أساقفته ، ثم قال النجاشي :
ان هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ! انطلقا فلا والله لا أسلمهم اليكما ، ولا يكادون
لكن عمرو بن العاص كان داهية واسع الحيلة، لا يتجرع الهزيمة، ولا يذعن لليأس ، وهكذا لم
يكد يعود مع صاحبه الى نزلهما، حتى ذهب يفكر ويدبر، وقال لزميله :
والله لأرجعن للنجاشي غدا، ولآتينه عنهم بما يستأصل خضراءهم
وأجابه صاحبه : لا تفعل ، فان لهم أرحاما، وان كانوا قد خالفونا
قال عمرو : والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد، كبقية العباد
وفي الغداة سار الى مقابلة الملك، وقال له :
أيها الملك : انهم ليقولون في عيسى قولا عظيما
واضطرب الأساقفة ، واهتاجتهم هذه العبارة القصيرة ، ونادوا بدعوة المسلمين لسؤالهم
عن موقف دينهم من المسيح.
وعلم المسلمون بالمؤامرة الجديدة، فجلسوا يتشاورون ، ثم اتفقوا على أن يقولوا الحق ا
لذي سمعوه من نبيهم عليه الصلاة والسلام، لايحيدون عنه قيد شعرة، وليكن ما يكن..
وانعقد الاجتماع من جديد ، وبدأ النجاشي الحديث سائلا جعفر رضي الله عنه :
ماذا تقولون في عيسى ؟؟
ونهض جعفر رضي الله عنه مرة أخرى كالمنار المضيء وقال :
( نقول فيه الذي جاءنا به نبينا صلى الله عليه وسلم فهو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته
ألقاها الى مريم العذراء البتول )
فهتف النجاشي مصدقا ومعلنا أن هذا هو ما قاله المسيح عن نفسه..
لكن صفوف الأساقفة ضجت بما يشبه النكير..
ومضى النجاشي المستنير المؤمن يتابع حديثه قائلا للمسلمين :
اذهبوا فأنتم آمنون بأرضي، ومن سبكم أو آذاكم، فعليه غرم ما يفعل .
ثم التفت صوب حاشيته، وقال وسبابته تشير الى مبعوثي قريش :
ردوا عليهما هداياهما، فلا حاجة لي بها ، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي، فآخذ الرشوة فيه .
وخرج مبعوثا قريش مخذولين، حيث وليا وجهيهما من فورهما شطر مكة عائين اليها ،
وخرج المسلمون بزعامة جعفر ليستأنفوا حياتهم الآمنة في الحبشة، لابثين فيها كما
قالوا : " بخير دار.. مع خير جار.."
حتى يأذن الله لهم بالعودة الى رسولهم واخوانهم وديارهم.
العودة من الحبشة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفل مع المسلمين بفتح خيبر حين طلع عليهم
قادما من الحبشة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ومعه من كانوا لا يزالون في الحبشة من المهاجرين..
وأفعم قلب الرسول صلى الله عليه وسلم بمقدمة غبطة، وسعادة وبشرا ، وعانقه النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يقول :
" لا أدري بأيهما أنا أسر بفتح خيبر.. أم بقدوم جعفر.."
وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الى مكة، حيث اعتمروا عمرة القضاء،
وعادوا الى المدينة، وقد اكتلأت نفس جعفر رضي الله عنه روعة بما سمع من انباء اخوانه
المؤمنين الذين خاضوا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة بدر، وأحد وغيرهما من
المشاهد والمغازي ، وفاضت عيناه بالدمع على الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقضوا نحبهم شهداء أبرار..
وطار فؤداه شوقا الى الجنة، وأخذ يتحين فرصة الشهادة ويترقب لحظتها المجيدة..
هو جعفر بن أبي طالب ، أبو عبد الله ، ابن عم رسـول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخو
علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ويكبر بعشر سنين ..
امتلك روائع الحسن، والفضيلة، والعظمة، والحلم ، والبر، والتواضع ، والتقى ، والطهر ،
والعفه و لاعجب في ذلك ، فأنه كان أشبه الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم خلقا، وخُلقا..
أنه طائر الجنة الغريد، عظيم من عظماء الرعيل الأول الذين تربوا في المدرسة المحمدية
أسلم قبل دخول النبـي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، آخذا مكانه العالي بين المؤمنين
المبكرين بعد واحد وثلاثين شخص وأسلمـت معه في نفس اليوم زوجته أسماء بنت عميـس
رضي الله عنهما ، وحملا نصيبهما من الأذى والاضطهاد في شجاعة وغبطة فلما أذن
الرسـول صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة الى الحبشـة خرج جعفر وزوجـه رضي
الله عنهما حيث لبثا بها سنين عدة ، رزقـا خلالها بأولادهما الثلاثة .
جعفر في الحبشة
وفي الحبشة كان جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه المتحدث اللبق، الموفق باسم
الاسلام ورسوله ، وذلك أن الله أنعم عليه فيما أنعم ، بذكاء القلب ، واشراق العقل،
وفطنة النفس، وفصاحة اللسان ، ولئن كان يوم مؤتة الذي سيقاتل فيه فيما بعد حتى
يستشهد أروع أيامه وأمجاده وأخلدها ، فان يوم المحاورة التي أجراها أمام النجاشي
بالحبشة، لن يقل روعة ولا بهاء، ولا مجدا ، لقد كان يوما فذا، ومشهدا عجبا...
وذلك أن قريشا لم يهدئ من ثورتها، ولم يذهب من غيظها هجرة المسلمين الى الحبشة،
بل خشيت أن يقوى هناك بأسهم، ويتكاثر طمعهم ، وحتى اذا لم تواتهم فرصة التكاثر
والقوة، فقد عز على كبريائها أن ينجو هؤلاء من نقمتها، ويفلتوا من قبضتها .
هنالك قرر ساداتها ارسال مبعوثين الى النجاشي يحملان هدايا قريش النفيسة، ويحملان
رجاءهما في أن يخرج هؤلاء الذين جاؤوا اليها لائذين ومستجيرين.
وكان هذان المبعوثان هما :
عبدالله بن أبي ربيعة، وعمرو بن العاص، وكانا لم يسلما بعد.
وكان النجاشي رجلا يحمل ايمانا مستنيرا ، وكان في قرارة نفسه يعتنق مسيحية صافية
واعية، بعيدة عن الانحراف، نائية عن التعصب والانغلاق ، ومن أجل هذا، اختار الرسول
صلى الله عليه وسلم بلاده دار هجرة لأصحابه.
ومن أجل هذا، خافت قريش ألا تبلغ لديه ما تريد فحملت مبعوثيها هدايا ضخمة للأساقفة،
وكبار رجال الكنيسة هناك ، وأوصى زعماء قريش مبعوثيها ألا يقابلا النجاشي حتى
يعطيا الهدايا للبطارقة أولا، وحتى يقنعاهم بوجهة نظرهما، ليكونوا لهم عونا عند النجاشي .
وحط الرسولان رحالهما بالحبشة ، ودفعوا لكل بطريق بهديته وقالوا له ما يريدون من
كيد بالمسلمين ، ثم قدما الى النجاشي هداياه وطلبا الأذن برؤياه .
وفي وقار مهيب ، وتواضع جليل ، جلس النجاشي على كرسيه العالي ، تحف به الأساقفة
ورجال الحاشية ، وجلس أمامه في البهو الفسيح ، المسلمون المهاجرون، تغشاهم سكينة
الله، وتظلهم رحمته .
ووقف مبعوثا قريش يكرران الاتهام الذي سبق أن ردداه أمام النجاشي حين أذن لهم
بمقابلة خاصة قبل هذ الاجتماع الحاشد الكبير وقالا له :
أيها الملك ، انه قد ضوى الى بلدك منا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا
في دينك ، وجاؤوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا اليك فيهم أشراف
قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشيرتهم لتردهم اليهم ، فهم أعلى بهم عينا وأعلم بما
عابوا عليهم وعاتبوهم فيه .
فولى النجاشي وجهه شطر المسلمين، ملقيا عليهم سؤاله :
ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، واستغنيتم به عن ديننا ؟؟
ونهض جعفر رضي الله عنه قائما ، ليؤدي المهمة التي كان المسلمون المهاجرون قد
اختاروه لها ابان تشاورهم ، وقبل مجيئهم الى هذا الاجتماع.
نهض جعفر رضي الله عنه في تؤدة وجلال ، وألقى نظرات محبة على الملك الذي أحسن
جوارهم وقال :
( أيها الملك ، كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ،
ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله
الينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه ، وأمانته وعفافه ، فدعانا الى الله لنوحده ونعبده،
وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، فعبدنا الله وحده ،
فلم نشرك به شيا ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا ،
فعذبونا وفتنونا عن ديننا ، ليردونا الى عبادة الأوثان ، فخرجنا إلى بلادك ، واخترناك
على من سواك ، ورغبنا في جوارك ، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك )
فقال النجاشي : هل معك مما جاء به الله من شيء .
فقال له جعفر رضي الله عنه : ( نعم )
وقرأ عليه من صدر سورة مريم ، فبكى النجاشي وبكت أساقفته ، ثم قال النجاشي :
ان هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ! انطلقا فلا والله لا أسلمهم اليكما ، ولا يكادون
لكن عمرو بن العاص كان داهية واسع الحيلة، لا يتجرع الهزيمة، ولا يذعن لليأس ، وهكذا لم
يكد يعود مع صاحبه الى نزلهما، حتى ذهب يفكر ويدبر، وقال لزميله :
والله لأرجعن للنجاشي غدا، ولآتينه عنهم بما يستأصل خضراءهم
وأجابه صاحبه : لا تفعل ، فان لهم أرحاما، وان كانوا قد خالفونا
قال عمرو : والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد، كبقية العباد
وفي الغداة سار الى مقابلة الملك، وقال له :
أيها الملك : انهم ليقولون في عيسى قولا عظيما
واضطرب الأساقفة ، واهتاجتهم هذه العبارة القصيرة ، ونادوا بدعوة المسلمين لسؤالهم
عن موقف دينهم من المسيح.
وعلم المسلمون بالمؤامرة الجديدة، فجلسوا يتشاورون ، ثم اتفقوا على أن يقولوا الحق ا
لذي سمعوه من نبيهم عليه الصلاة والسلام، لايحيدون عنه قيد شعرة، وليكن ما يكن..
وانعقد الاجتماع من جديد ، وبدأ النجاشي الحديث سائلا جعفر رضي الله عنه :
ماذا تقولون في عيسى ؟؟
ونهض جعفر رضي الله عنه مرة أخرى كالمنار المضيء وقال :
( نقول فيه الذي جاءنا به نبينا صلى الله عليه وسلم فهو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته
ألقاها الى مريم العذراء البتول )
فهتف النجاشي مصدقا ومعلنا أن هذا هو ما قاله المسيح عن نفسه..
لكن صفوف الأساقفة ضجت بما يشبه النكير..
ومضى النجاشي المستنير المؤمن يتابع حديثه قائلا للمسلمين :
اذهبوا فأنتم آمنون بأرضي، ومن سبكم أو آذاكم، فعليه غرم ما يفعل .
ثم التفت صوب حاشيته، وقال وسبابته تشير الى مبعوثي قريش :
ردوا عليهما هداياهما، فلا حاجة لي بها ، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي، فآخذ الرشوة فيه .
وخرج مبعوثا قريش مخذولين، حيث وليا وجهيهما من فورهما شطر مكة عائين اليها ،
وخرج المسلمون بزعامة جعفر ليستأنفوا حياتهم الآمنة في الحبشة، لابثين فيها كما
قالوا : " بخير دار.. مع خير جار.."
حتى يأذن الله لهم بالعودة الى رسولهم واخوانهم وديارهم.
العودة من الحبشة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفل مع المسلمين بفتح خيبر حين طلع عليهم
قادما من الحبشة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ومعه من كانوا لا يزالون في الحبشة من المهاجرين..
وأفعم قلب الرسول صلى الله عليه وسلم بمقدمة غبطة، وسعادة وبشرا ، وعانقه النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يقول :
" لا أدري بأيهما أنا أسر بفتح خيبر.. أم بقدوم جعفر.."
وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الى مكة، حيث اعتمروا عمرة القضاء،
وعادوا الى المدينة، وقد اكتلأت نفس جعفر رضي الله عنه روعة بما سمع من انباء اخوانه
المؤمنين الذين خاضوا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة بدر، وأحد وغيرهما من
المشاهد والمغازي ، وفاضت عيناه بالدمع على الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقضوا نحبهم شهداء أبرار..
وطار فؤداه شوقا الى الجنة، وأخذ يتحين فرصة الشهادة ويترقب لحظتها المجيدة..
الأحد يوليو 03, 2011 2:54 pm من طرف hannah.montana946
» اضحك ههههه
الجمعة أكتوبر 22, 2010 9:11 am من طرف بنوته وشفايف توته
» شوفوا مين احلى مسلسل تركى بالنسبة لكم هنا
السبت يونيو 12, 2010 11:27 pm من طرف OOH YES!
» أم زكي
الجمعة يونيو 11, 2010 3:11 pm من طرف Mai
» المسلسل التركي الأرض الطيبة مقطع من موت زينب
الجمعة يونيو 11, 2010 12:38 pm من طرف Mai
» قصة حياة kivanic tatlug
الجمعة يونيو 11, 2010 12:32 pm من طرف Mai
» فيديوهات الحلقة الاولي من مسلسل قلوب منسية Bir Istanbul Masali
الجمعة يونيو 11, 2010 10:03 am من طرف Mai
» فيديو الحلقة الاخيرة من مسلسل الارض الطيبة توووووووحفة
الجمعة يونيو 11, 2010 8:20 am من طرف Mai
» .. نعمة العقل ..
الخميس يونيو 10, 2010 5:56 pm من طرف Mai