حمزة بن عبد المطلب أسد الله وسيد الشهداء
هو حمزة بن عبد المطلب ( أبو عمارة ) ، عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة .
الرباط الوثيق
كان حمزة رضي الله عنه يعرف عظمة ابن أخيه وكماله ، وكان
على بينة من حقيقة أمره ، وجوهر خصاله.
فهو لا يعرفه معرفة العم بابن أخيه فحسب ، بل معرفة الأخ بالأخ ،
والصديق بالصديق و ذلك لأنهما من جيل واحد، وسن متقاربة.
نشأ معا وتآخيا معا ، وسارا معا على الدرب من أوله خطوة خطوة.
ولئن كان شباب كل منهما قد مضى في طريق ، فأخذ حمزة رضي
الله عنه يزاحم أنداده في نيل طيبات الحياة ، وإفساح مكان لنفسه بين زعماء مكة وسادات قريش..
في حين عكف محمد صلى الله عليه وسلم على إضواء روحه التي
انطلقت تنير له الطريق إلى الله وعلى حديث قلبه الذي نأى به من
ضوضاء الحياة إلى التأمل العميق ، والى التهيؤ لمصافحة الحق وتلقيه..
فان حمزة رضي الله عنه لم تغب عن وعيه لحظة من نهار فضائل ابن
أخيه التي كانت تحمل لصاحبها مكانا عليا في أفئدة الناس
كافة ، وترسم صورة واضحة لمستقبله العظيم.
إسلام حمزة
خرج حمزة رضي الله عنه في صبيحة يوم وعند الكعبة فوجد نفرا
من أشراف قريش وسادتها فجلس معهم ، يستمع لما يقولون ، وكانوا
يتحدثون عن محمد صلى الله عليه وسلم ..
ولأول مرة رآهم حمزة رضي الله عنه يستحوذ عليهم القلق من دعوة
ابن أخيه ، وتظهر في أحاديثهم عنه نبرة الحقد ، والغيظ والمرارة.
وضحك من أحاديثهم طويلا ، ورماهم بالمبالغة ، وسوء التقدير ..
ومضت الأيام ، ينادي بعضها بعضا ومع كل يوم تزداد همهمة قريش
حول دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
ثم تتحول همهمة قريش إلى تحرش ، وحمزة رضي الله عنه يرقب الموقف من بعيد....
وهكذا طوى صدره الى حين على أمر سيتكشف في يوم قريب
.. وجاء اليوم الموعود .. وخرج حمزة رضي الله عنه من داره ،
متوشحا قوسه ، ميمما وجهه شطر الفلاة ليمارس هوايته المحببة ، ورياضته الأثيرة ، الصيد..
وقضى هناك بعض يومه ، ولما عاد من قنصه ، ذهب كعادته إلى
الكعبة ليطوف بها قبل أن يقفل راجعا إلى داره.
وقريبا من الكعبة ، لقيته خادم لعبدالله بن جدعان ولم تكد تبصره حتى قالت له :
يا أبا عمارة .. لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا ، من أبي الحكم
بن هشام ، وجده جالسا هناك ، فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره.
واستمع حمزة رضي الله عنه جيدا لقولها ، ثم أطرق لحظة ، ثم مد
يمينه الى قوسه فثبتها فوق كتفه.. ثم انطلق في خطى سريعة حازمة
صوب الكعبة راجيا أن يلتقي عندها بأبي جهل..
فإن هو لم يجده هناك ، فسيتابع البحث عنه في كل مكان حتى يلاقيه
ولكنه لا يكاد يبلغ الكعبة ، حتى يبصر أبا جهل في فنائها يتوسط نفرا من سادة قريش ..
وفي هدوء رهيب ، تقدم حمزة رضي الله عنه من أبي جهل ، ثم استل
قوسه وهوى به على رأس أبي جهل فشجه وأدماه ، وقبل أن يفيق
الجالسون من الدهشة ، صاح حمزة رضي الله عنه في أبي جهل :
( أتشتم محمدا ، وأنا على دينه أقول ما يقول..؟ ألا فرد ذلك علي إن استطعت )
فأسلم حمزة رضي الله عنه ، وأعلن على الملأ الأمر الذي كان يطوي
عليه صدره ، وترك الجمع الذاهل يجتر خيبة أمله ، وأبا جهل يلعق
دماءه النازفة من رأسه المشجوج ..
ومد حمزة رضي الله عنه يمينه مرة أخرى إلى قوسه فثبتها فوق
كتفه ، واستقبل الطريق إلى داره في خطواته الثابتة ، وبأسه الشديد.
حمزة و الإسلام
عجب حمزة رضي الله عنه كيف يتسنى لإنسان أن يغادر دين آبائه
بهذه السهولة وهذه السرعة.. وندم على ما فعل .. ولكنه واصل رحلة
العقل .. ولما رأى أن العقل وحده لا يكفي لجأ إلى الغيب بكل إخلاصه وصدقه..
وعند الكعبة ، كان يستقبل السماء ضارعا ، مبتهلا، كي يهتدي إلى الحق
وإلى الطريق المستقيم قال رضي الله عنه وهو يروي بقية النبأ :
( ثم أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي .. وبت من الشك في أمر
عظيم .. لا أكتحل بنوم ثم أتيت الكعبة .. وتضرعت إلى الله أن يشرح
صدري للحق .. ويذهب عني الريب .. فاستجاب الله لي وملأ قلبي يقينا
وغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما كان من أمري
فدع الله أن يثبت قلبي على دينه )
وهكذا أسلم حمزة رضي الله عنه إسلام اليقين ..
وأعز الله الإسلام بحمزة رضي الله عنه فوقف شامخا قويا يذود عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن المستضعفين من أصحابه..
لقد نذر كل عافيته ، وبأسه ، وحياته لله ولدينه حتى خلع النبي صلى الله
عليه وسلم عليه هذا اللقب العظيم : " أسد الله ، وأسد رسوله "
جهاده
أول سرية خرج فيها المسلمون للقاء عدو، كان أميرها حمزة رضي الله عنه..
وأول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين
كانت لحمزة رضي الله عنه ..
ويوم التقى الجمعان في غزوة بدر ، كان أسد الله ورسوله رضي الله عنه هناك يصنع الأعاجيب..
وعادت فلول قريش من بدر الى مكة تتعثر في هزيمتها وخيبتها
ورجع أبو سفيان مخلوع القلب ، مطأطئ الرأس وعشرات مثلهم من رجال قريش وصناديدها.
وما كانت قريش لتتجرع هذه الهزيمة المنكرة في سلام ، فراحت
تعد عدتها وتحشد بأسها ، لتثأر لنفسها ولشرفها ولقتلاها ،
وصممت قريش على الحرب ..
المؤامرة
جاءت غزوة أحد حيث خرجت قريش على بكرة أبيها ، ومعها حلفاؤها
من قبائل العرب ، وبقيادة أبي سفيان مرة أخرى.وكان زعماء قريش
يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه إلى رجلين اثنين :
الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحمزة رضي الله عنه .
ولقد اختاروا قبل الخروج ، الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة رضي الله
عنه ، وهو حبشي ، كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة ، جعلوا كل
دوره في المعركة أن يتصيد حمزة رضي الله عنه ويصوب إليه ضربة قاتلة
من رمحه ، وحذروه من أن ينشغل عن هذه الغاية بشيء آخر ، مهما يكن
مصير المعركة واتجاه القتال.
ووعدوه بثمن غال وعظيم هو حريته ، فقد كان الرجل واسمه وحشي
عبدا لجبير بن مطعم ، وكان عم جبير قد لقي مصرعه يوم بدر فقال له جبير :
اخرج مع الناس وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق .
ثم أحالوه الى هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان لتزيده تحريضا ودفعا إلى الهدف الذي يريدون ..
وكانت هند قد فقدت في معركة بدر أباها ، وعمها ، وأخاها ، وابنها
وقيل لها أن حمزة رضي الله عنه هو الذي قتل بعض هؤلاء ، وأجهز على البعض الآخر..
كانت المؤامرة و الحرب كلها تريد حمزة رضي الله عنه بشكل واضح وحاسم ..
استشهاد أسد الله
جاءت غزوة أحد ، والتقى الجيشان ، وتوسط حمزة رضي الله
عنه أرض الموت والقتال ، مرتديا لباس الحرب ، وعلى صدره
ريشة النعام التي تعود أن يزين بها صدره في القتال ..
وراح يصول ويجول ، لا يريد رأسا إلا قطعه بسيفه ، ومضى يضرب
في المشركين ، وكأن المنايا طوع أمره ، يقف بها من يشاء فتصيبه في صميمه.
وصال المسلمون جميعا حتى قاربوا النصر الحاسم ، وحتى أخذت
فلول قريش تنسحب مذعورة هاربة ، ولولا أن ترك الرماة مكانهم
فوق الجبل ، ونزلوا إلى أرض المعركة ليجمعوا غنائم العدو المهزوم
لولا تركهم مكانهم وفتحوا الثغرة الواسعة لفرسان قريش لكانت
غزوة أحد مقبرة لقريش كلها ، رجالها ، ونسائها بل وخيلها وإبلها.
لقد دهم فرسانها المسلمين من ورائهم على حين غفلة ، واعملوا فيهم
سيوفهم الظامئة ، وراح المسلمون يجمعون أنفسهم من جديدو ويحملون
سلاحهم الذي كان بعضهم قد وضعه ورأى حمزة رضي الله عنه ما حدث فضاعف قوته ونشاطه وبلاءه ..
وأخذ يضرب عن يمينه وشماله ، وبين يديه ومن خلفه ، ووحشي هناك
يراقبه ، ويتحين الفرصة الغادرة ليوجه نحوه ضربته .. ويصف وحشي المشهد بكلماته :
( كنت رجلا حبشيا ، أقذف بالحربة قذف الحبشة ، فقلما أخطئ بها
شيئا .. فلما التقى الأنس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته
في عرض الناس مثل الجمل الأورق .. يهد الناس بسيفه هدا .. ما
يقف امامه شيء .. فوالله اني لأتهيأ له أريده .. وأستتر منه بشجرة
لأقتحمه أو ليدنو مني .. إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى.
عندئذ هززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها فوقعت في ثنته
حتى خرجت من بين رجليه .. ونهض نحوي فغلب على أمره ثم
مات .. وأتيته فأخذت حربتي .. ثم رجعت الى المعسكر فقعدت فيه
إذ لم يكن لي فيه حاجة .. فقد قتلته لأعتق .. فان كنت قد قتلت بحربتي
هذه خير الناس وهو حمزة .. فإني لأرجو أن يغفر الله لي إذ قتلت بها شر الناس مسيلمة )
هكذا سقط أسد الله ورسوله شهيدا مجيدا.. وكما كانت حياته مدوية
كانت موتته مدوية كذلك.. فلم يكتف أعداؤه بمقتله.. فقد أمرت هند بنت
عتبة زوجة أبي سفيان .. أمرت وحشيا أن يأتيها بكبد حمزة .. وعندما
عاد بها الى هند كان يناولها الكبد بيمناه .. ويتلقى منها قرطها وقلائدها
بيسراه .. مكافأة له على انجاز مهمته.. ومضغت هند بنت عتبة كبد حمزة
راجية أن تشفي تلك الحماقة حقدها وغلها.
هو حمزة بن عبد المطلب ( أبو عمارة ) ، عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة .
الرباط الوثيق
كان حمزة رضي الله عنه يعرف عظمة ابن أخيه وكماله ، وكان
على بينة من حقيقة أمره ، وجوهر خصاله.
فهو لا يعرفه معرفة العم بابن أخيه فحسب ، بل معرفة الأخ بالأخ ،
والصديق بالصديق و ذلك لأنهما من جيل واحد، وسن متقاربة.
نشأ معا وتآخيا معا ، وسارا معا على الدرب من أوله خطوة خطوة.
ولئن كان شباب كل منهما قد مضى في طريق ، فأخذ حمزة رضي
الله عنه يزاحم أنداده في نيل طيبات الحياة ، وإفساح مكان لنفسه بين زعماء مكة وسادات قريش..
في حين عكف محمد صلى الله عليه وسلم على إضواء روحه التي
انطلقت تنير له الطريق إلى الله وعلى حديث قلبه الذي نأى به من
ضوضاء الحياة إلى التأمل العميق ، والى التهيؤ لمصافحة الحق وتلقيه..
فان حمزة رضي الله عنه لم تغب عن وعيه لحظة من نهار فضائل ابن
أخيه التي كانت تحمل لصاحبها مكانا عليا في أفئدة الناس
كافة ، وترسم صورة واضحة لمستقبله العظيم.
إسلام حمزة
خرج حمزة رضي الله عنه في صبيحة يوم وعند الكعبة فوجد نفرا
من أشراف قريش وسادتها فجلس معهم ، يستمع لما يقولون ، وكانوا
يتحدثون عن محمد صلى الله عليه وسلم ..
ولأول مرة رآهم حمزة رضي الله عنه يستحوذ عليهم القلق من دعوة
ابن أخيه ، وتظهر في أحاديثهم عنه نبرة الحقد ، والغيظ والمرارة.
وضحك من أحاديثهم طويلا ، ورماهم بالمبالغة ، وسوء التقدير ..
ومضت الأيام ، ينادي بعضها بعضا ومع كل يوم تزداد همهمة قريش
حول دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
ثم تتحول همهمة قريش إلى تحرش ، وحمزة رضي الله عنه يرقب الموقف من بعيد....
وهكذا طوى صدره الى حين على أمر سيتكشف في يوم قريب
.. وجاء اليوم الموعود .. وخرج حمزة رضي الله عنه من داره ،
متوشحا قوسه ، ميمما وجهه شطر الفلاة ليمارس هوايته المحببة ، ورياضته الأثيرة ، الصيد..
وقضى هناك بعض يومه ، ولما عاد من قنصه ، ذهب كعادته إلى
الكعبة ليطوف بها قبل أن يقفل راجعا إلى داره.
وقريبا من الكعبة ، لقيته خادم لعبدالله بن جدعان ولم تكد تبصره حتى قالت له :
يا أبا عمارة .. لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا ، من أبي الحكم
بن هشام ، وجده جالسا هناك ، فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره.
واستمع حمزة رضي الله عنه جيدا لقولها ، ثم أطرق لحظة ، ثم مد
يمينه الى قوسه فثبتها فوق كتفه.. ثم انطلق في خطى سريعة حازمة
صوب الكعبة راجيا أن يلتقي عندها بأبي جهل..
فإن هو لم يجده هناك ، فسيتابع البحث عنه في كل مكان حتى يلاقيه
ولكنه لا يكاد يبلغ الكعبة ، حتى يبصر أبا جهل في فنائها يتوسط نفرا من سادة قريش ..
وفي هدوء رهيب ، تقدم حمزة رضي الله عنه من أبي جهل ، ثم استل
قوسه وهوى به على رأس أبي جهل فشجه وأدماه ، وقبل أن يفيق
الجالسون من الدهشة ، صاح حمزة رضي الله عنه في أبي جهل :
( أتشتم محمدا ، وأنا على دينه أقول ما يقول..؟ ألا فرد ذلك علي إن استطعت )
فأسلم حمزة رضي الله عنه ، وأعلن على الملأ الأمر الذي كان يطوي
عليه صدره ، وترك الجمع الذاهل يجتر خيبة أمله ، وأبا جهل يلعق
دماءه النازفة من رأسه المشجوج ..
ومد حمزة رضي الله عنه يمينه مرة أخرى إلى قوسه فثبتها فوق
كتفه ، واستقبل الطريق إلى داره في خطواته الثابتة ، وبأسه الشديد.
حمزة و الإسلام
عجب حمزة رضي الله عنه كيف يتسنى لإنسان أن يغادر دين آبائه
بهذه السهولة وهذه السرعة.. وندم على ما فعل .. ولكنه واصل رحلة
العقل .. ولما رأى أن العقل وحده لا يكفي لجأ إلى الغيب بكل إخلاصه وصدقه..
وعند الكعبة ، كان يستقبل السماء ضارعا ، مبتهلا، كي يهتدي إلى الحق
وإلى الطريق المستقيم قال رضي الله عنه وهو يروي بقية النبأ :
( ثم أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي .. وبت من الشك في أمر
عظيم .. لا أكتحل بنوم ثم أتيت الكعبة .. وتضرعت إلى الله أن يشرح
صدري للحق .. ويذهب عني الريب .. فاستجاب الله لي وملأ قلبي يقينا
وغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما كان من أمري
فدع الله أن يثبت قلبي على دينه )
وهكذا أسلم حمزة رضي الله عنه إسلام اليقين ..
وأعز الله الإسلام بحمزة رضي الله عنه فوقف شامخا قويا يذود عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن المستضعفين من أصحابه..
لقد نذر كل عافيته ، وبأسه ، وحياته لله ولدينه حتى خلع النبي صلى الله
عليه وسلم عليه هذا اللقب العظيم : " أسد الله ، وأسد رسوله "
جهاده
أول سرية خرج فيها المسلمون للقاء عدو، كان أميرها حمزة رضي الله عنه..
وأول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين
كانت لحمزة رضي الله عنه ..
ويوم التقى الجمعان في غزوة بدر ، كان أسد الله ورسوله رضي الله عنه هناك يصنع الأعاجيب..
وعادت فلول قريش من بدر الى مكة تتعثر في هزيمتها وخيبتها
ورجع أبو سفيان مخلوع القلب ، مطأطئ الرأس وعشرات مثلهم من رجال قريش وصناديدها.
وما كانت قريش لتتجرع هذه الهزيمة المنكرة في سلام ، فراحت
تعد عدتها وتحشد بأسها ، لتثأر لنفسها ولشرفها ولقتلاها ،
وصممت قريش على الحرب ..
المؤامرة
جاءت غزوة أحد حيث خرجت قريش على بكرة أبيها ، ومعها حلفاؤها
من قبائل العرب ، وبقيادة أبي سفيان مرة أخرى.وكان زعماء قريش
يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه إلى رجلين اثنين :
الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحمزة رضي الله عنه .
ولقد اختاروا قبل الخروج ، الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة رضي الله
عنه ، وهو حبشي ، كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة ، جعلوا كل
دوره في المعركة أن يتصيد حمزة رضي الله عنه ويصوب إليه ضربة قاتلة
من رمحه ، وحذروه من أن ينشغل عن هذه الغاية بشيء آخر ، مهما يكن
مصير المعركة واتجاه القتال.
ووعدوه بثمن غال وعظيم هو حريته ، فقد كان الرجل واسمه وحشي
عبدا لجبير بن مطعم ، وكان عم جبير قد لقي مصرعه يوم بدر فقال له جبير :
اخرج مع الناس وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق .
ثم أحالوه الى هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان لتزيده تحريضا ودفعا إلى الهدف الذي يريدون ..
وكانت هند قد فقدت في معركة بدر أباها ، وعمها ، وأخاها ، وابنها
وقيل لها أن حمزة رضي الله عنه هو الذي قتل بعض هؤلاء ، وأجهز على البعض الآخر..
كانت المؤامرة و الحرب كلها تريد حمزة رضي الله عنه بشكل واضح وحاسم ..
استشهاد أسد الله
جاءت غزوة أحد ، والتقى الجيشان ، وتوسط حمزة رضي الله
عنه أرض الموت والقتال ، مرتديا لباس الحرب ، وعلى صدره
ريشة النعام التي تعود أن يزين بها صدره في القتال ..
وراح يصول ويجول ، لا يريد رأسا إلا قطعه بسيفه ، ومضى يضرب
في المشركين ، وكأن المنايا طوع أمره ، يقف بها من يشاء فتصيبه في صميمه.
وصال المسلمون جميعا حتى قاربوا النصر الحاسم ، وحتى أخذت
فلول قريش تنسحب مذعورة هاربة ، ولولا أن ترك الرماة مكانهم
فوق الجبل ، ونزلوا إلى أرض المعركة ليجمعوا غنائم العدو المهزوم
لولا تركهم مكانهم وفتحوا الثغرة الواسعة لفرسان قريش لكانت
غزوة أحد مقبرة لقريش كلها ، رجالها ، ونسائها بل وخيلها وإبلها.
لقد دهم فرسانها المسلمين من ورائهم على حين غفلة ، واعملوا فيهم
سيوفهم الظامئة ، وراح المسلمون يجمعون أنفسهم من جديدو ويحملون
سلاحهم الذي كان بعضهم قد وضعه ورأى حمزة رضي الله عنه ما حدث فضاعف قوته ونشاطه وبلاءه ..
وأخذ يضرب عن يمينه وشماله ، وبين يديه ومن خلفه ، ووحشي هناك
يراقبه ، ويتحين الفرصة الغادرة ليوجه نحوه ضربته .. ويصف وحشي المشهد بكلماته :
( كنت رجلا حبشيا ، أقذف بالحربة قذف الحبشة ، فقلما أخطئ بها
شيئا .. فلما التقى الأنس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته
في عرض الناس مثل الجمل الأورق .. يهد الناس بسيفه هدا .. ما
يقف امامه شيء .. فوالله اني لأتهيأ له أريده .. وأستتر منه بشجرة
لأقتحمه أو ليدنو مني .. إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى.
عندئذ هززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها فوقعت في ثنته
حتى خرجت من بين رجليه .. ونهض نحوي فغلب على أمره ثم
مات .. وأتيته فأخذت حربتي .. ثم رجعت الى المعسكر فقعدت فيه
إذ لم يكن لي فيه حاجة .. فقد قتلته لأعتق .. فان كنت قد قتلت بحربتي
هذه خير الناس وهو حمزة .. فإني لأرجو أن يغفر الله لي إذ قتلت بها شر الناس مسيلمة )
هكذا سقط أسد الله ورسوله شهيدا مجيدا.. وكما كانت حياته مدوية
كانت موتته مدوية كذلك.. فلم يكتف أعداؤه بمقتله.. فقد أمرت هند بنت
عتبة زوجة أبي سفيان .. أمرت وحشيا أن يأتيها بكبد حمزة .. وعندما
عاد بها الى هند كان يناولها الكبد بيمناه .. ويتلقى منها قرطها وقلائدها
بيسراه .. مكافأة له على انجاز مهمته.. ومضغت هند بنت عتبة كبد حمزة
راجية أن تشفي تلك الحماقة حقدها وغلها.
الأحد يوليو 03, 2011 2:54 pm من طرف hannah.montana946
» اضحك ههههه
الجمعة أكتوبر 22, 2010 9:11 am من طرف بنوته وشفايف توته
» شوفوا مين احلى مسلسل تركى بالنسبة لكم هنا
السبت يونيو 12, 2010 11:27 pm من طرف OOH YES!
» أم زكي
الجمعة يونيو 11, 2010 3:11 pm من طرف Mai
» المسلسل التركي الأرض الطيبة مقطع من موت زينب
الجمعة يونيو 11, 2010 12:38 pm من طرف Mai
» قصة حياة kivanic tatlug
الجمعة يونيو 11, 2010 12:32 pm من طرف Mai
» فيديوهات الحلقة الاولي من مسلسل قلوب منسية Bir Istanbul Masali
الجمعة يونيو 11, 2010 10:03 am من طرف Mai
» فيديو الحلقة الاخيرة من مسلسل الارض الطيبة توووووووحفة
الجمعة يونيو 11, 2010 8:20 am من طرف Mai
» .. نعمة العقل ..
الخميس يونيو 10, 2010 5:56 pm من طرف Mai